آيسكريم ~ مديرات
عدد الرسائل : 97 الدوله : المزاج : المهنة : الهوايه : تاريخ التسجيل : 25/04/2008
| موضوع: مفهــوم التطـــويـر الــذاتـي والمــوارد البشـريه الأحد ديسمبر 28, 2008 8:05 am | |
| يسعدني أن أضع بين أيديكم أول موضوع لهذا القسم القيــّم.. للتعريف بمعنى ..
التطــوير الذاتــي والتنميـــه البشـــريه...
كتب أحد المتخصصين في التطوير الذاتي : قال الله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأنفال : 53]
إن الحياة قصيرة , مليئة بالواجبات , وهي من فرط مسؤولياتها أقرب إلى أن تكون مؤلمة وجميعنا نمر بظروف حياتية قاسية ربما تجاوزناها بنجاح وربما بقيت محفورة في أذهاننا ..
الحياة بكل مافيها من تقلبات وتغيرات ومصاعب , أنت بنفسك تحكم ما إذا كنت تريد التفاعل مع الحياة أم تفضل أن تبقى جامداً على هامش الحياة .. فعندما تكون حزيناً من أمر ما أو خائفاً من تغيير ما ... تذكر أن أحداً لن يموت من جراء خيبة الأمل , أو الرفض أو الفشل , بل هي أمور تحث على النجاح ومزيد من التحديات .
يبدأ التغيير الذي يدوم طويلاً من الداخل من الذات وبمجرد أن تركز انتباهك على التحلي بقيم مثل.. الصدق , والشجاعة , والإبداع ,التميز، ستجد أن الكيفية التي تحقق بها أهدافك قد صارت أسهل كثيراً , وعندما تقوي نفسك من الداخل إلى الخارج , ستجد الأمر كمالو كنت تضيء مصابيح ذاتك الداخلية , وكلما أشرقت هذه المصابيح بضياء أكثر ,
وجدت نفسك وقد بدأت في اجتذاب الفرص والموارد التي تعينك على تحقيق أهدافك الخارجية . فكل نجاح وكل تطور منبعه من الذات, علاقتك بذاتك هي الأساس الذي تبني عليه الحياة الوظيفية والعلاقات الحميمة والمتعة الحقيقية, والحياة ذات المعنى والقيمة , فكلها أمور تبدأ بك أنت , فإذا شعرت بعدم الرضا عن حياتك , كما لو كنت تفتقد شيء ما فيها , فلتفكر في هذا , فلربما كان ماتفتقده هو أنت ..
إننا نحيا في عالم ينتزعنا باستمرار من أنفسنا فدائماً ماتبدو رؤيتنا ممزقة بين وسائل الإعلام والاتصال ووظائفنا ومسؤوليات حياتنا.. وهذا هو السبب الرئيسي وراء شعور الكثيرين منا بحيادهم عن النهج الصحيح والإدارة التي ترشدنا إلى الطريق الصحيح تكمن بداخلنا, (عندما تجد نفسك أسير الحبس الانفرادي في زنزانة تقع تحت الأرض على مسافة ستة أقدام , حيثُ لايوجد ضوء أو صوت أو ماء جارٍ عندها لن تجد مكاناً تلوذ إليه سوى ذاتك " داخلك" وعندما تغوص في أعماق ذاتك , ستكتشف أن كل ماله وجود في العالم الخارجي له وجود كذلك بداخلك )
إذاً هدف الجميع الارتقاء بمستوى حياتهم وإدخال تحسينات عليها..
فما مفهوم هذا التطوير .. ماأهميته وما كيفيته, وماهي أشكاله؟
التطوير الذاتي ..هو ذلك النوع من النمو والتقدم الذي يخطط له الشخص بنفسه وبمحض رغبته وإرادته , بغية تحقيق أهداف محددة . وهو تغيير مستمر نحو الأفضل وتجديد دائم يجعلك تشعر بالحياة .. فروتين الحياة اليومية قاتل... إن لم تسع إلى إدخال تحسينات وتغييرات على حياتك .. فأنت بائس استسلم في بداية الطريق ونأى بنفسه كالجبان بعيداً عن كل ما يتصل بالحياة من مجريات جيدة أو سيئة
أهمية التطوير الذاتي :
لماذا لانبقى كما نحن ؟ لماذا محاولة التغيير .. ماجدواه ؟
تطوير دواتنا بمثابة النهر الجاري ... إذا توقف عن الجريان كثرت الأوبئة فيه
تحسين الذات .. يجعلك فعّالاً أمام نفسك والآخرين , يعرفك على مصادر قوتك ومكامن ضعفك ..
يصنع ثقتك ويجعلك قادراً على تحمل المسؤوليات مهما كبرت
ويمكنك من حل المشكلات بعقلية متزنة, تحسين ذاتك يصنع لك وزناً اجتماعيا ثابتاً
كيف يتعلم الفرد ذاتياً ؟
عملية التعلم الذاتي مسألة تعتمد في الأساس على مقومات المتعلم العلمية والشخصية والنفسية
والسلوكية والاجتماعية , كما أنها تتطلب دافعاً وقدرة ووسيلة وطريقة , وأسلوباً وبيئة تتوافرفيها حوافز التعلم..
.. ويمكن أن يتعلم الفرد ذاتياً بإتباع التالي: 1. كشف الفرد عن أفكاره ومشاعره وسلوكه ( الانفتاح على غيره ) في مجال عمله 2. البحث عن ردود الفعل لما يكشف عنه من أفكار وسلوك 3. عدم الإفراط في تحليل سلوك وردود أفعال الزملاء , ولكن البحث عن المفيد منها 4. الانتماء لجماعة تَعَلُّم تُدرك متطلبات بيئة التعلم وظروفها المختلفة 5. البحث عن المعرفة من مصادر متنوعة ومختلفة 6. القيام بتجربة وممارسة أنماط جديدة للسلوك والفكر غير المعتاد عليه في عملية التعليم والتربية 7. تطبيق مايتعلمه الفرد في حياته العملية لاستخلاص النتائج والعبر الواقعية ذاتياً 8. تنمية روح المبادرة وعدم التردد في إرسال أو استقبال كل جديد 9. تبادل المعلومات وتحديث المعارف وتطوير المهارات بكافة الوسائل والطرق والأساليب الممكنة المتاحة 10. ترويض النفس على تقبل النقد , واحترام الرأي الآخر مهما يكن الاختلاف معه 11. استثمار جميع المواقف ( الإيجابية والسلبية ) وتحويلها إلى محطات تعلم ينتج عنها سلوك إيجابي جديد
تدفَّقْ كالنَّهر ... لـــ عبدالرحمن بن صالح العشماوي
الإنسان (الجامد) لا يستطيع أن يسعد نفسه، ولا الآخرين، ولا يستطيع أنْ يستوعب معاني الحياة المتجدِّدة، ولا يستطيع تبعاً لذلك أن يبدع إبداعاً يزيد الحياة تجدُّداً وتألُّقاً.
الماء الراكد عُرْضةٌ لتغيُّر اللون، والطعم، والرائحة، وإذا طالت فترة ركوده تحوَّل إلى مصدرٍ حقيقي للأمراض والعلل، وكذلك الإنسان الرَّاكد الجامد الذي لا ينطلق في ملكوت الله تفكُّراً وتذكُّراً، وتعلُّماً وتعليماً، وتأمُّلاً واعتباراً.
النهر جميل نقيٌّ يُطرب صوت مائه القلوب، ويُروي ماؤه النقي ظمأ النفوس، ويغسل أدران الأجساد، ويسرُّ جماله عيون الناظرين، وهو إلى جانب ذلك سببٌ من أسباب الخصب والنماء، تنتشي على ضفتيه الزهور والأشجار وتفرِّد في جانبيه العصافير، وتعوم الشمس في مائه وهي في أجمل حالات النقاء والصفاء، أما نجوم الليل والقمر الوضَّاء.. فهي لا تملُّ من معانقة مائه الرَّقراق الجميل.
الإنسان المتحرِّك إنسان حيٌّ حُرٌّ مبدع، إنسان يأخذ من الحياة ويعطيها، يسعى في مناكبها، يركض في آفاقها الرَّحبة، يعمل، ويبني، ويُصلح، ويصيب ويخطئ، ويسرع ويبطئ، لأنه يعيش في كونٍ متحرِّك، كونٍ لا يملُّ الحركة، ولا يُحبُّ السكون.
إنَّ البركة في السعي والحركة، شريطةَ أن يكون السعي منضبطاً بضوابط القيم والأخلاق، وأن تكون الحركة نحو الأفضل والأجود والأجمل، فكم من سعيٍ أدَّى إلى هلاك، وكم من حركةٍ طائشةٍ أفضت بصاحبها إلى خمود وسكونٍ مخيف.
لقد رسم الله سبحانه وتعالى للإنسان معالم وملامح السَّعي الصحيح والحركة النافعة، وأرسل من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام من أرشد التائهين من البشر إلى طرائق ووسائل السَّعي الناجح والحركة المفيدة، فلم يعد لدى الإنسان المتقاعس عذر، ولم تعُدْ لدى الإنسان المتهوِّر المتجاوز للحدود حُجَّةٌ يحتجُّ بها على ربه إذا أوْدى به سَعْيُه، وصرفتُه حركته العشوائية عن الطريق السليم.
الكون كلَّه حَرَكة دائبة، مجرَّات، وكواكب، وأفلاك وكائنات حيَّة مختلفة الأجناس والألوان والأحجام لا تسكن، ولا تتوقف ولا تعرف الجمود، والإنسان أولى من غيره بالحركة والسعي.. لأنه يملك عقلاً يستطيع به أن يبني، ويملك روحاً يستطيع بها أن يرقى، ويملك معرفة متوارثة يستطيع أن يحقِّق بها المعنى الصحيح للسعي والحركة.
لفت نظري مجموعة من الشباب يجتمعون كلَّ يومٍ في زاويةٍ من زوايا الحيِّ الذي يسكنون فيه، لا يكادون يتخلَّفون عن ذلك المكان أبداً، جلسة تبدأ عصراً وتنتهي في وقتٍ من الليل لا أعرفه، عشرات الرجال يمرُّون بهم، وربما يسلِّمون عليهم، وعشرات السيارات تغدو أمامهم وتروح، وهم في زاويتهم يتحدثون، ويتصايحون ويتضاحكون، ويتعاركون، برنامج يومي لا يكاد ينقطع، وحركة دائبة ولكنها ضائعة لا فائدة منها.
سألت نفسي: يا تُرى لو وجِّهت حركة هؤلاء الشباب توجيهاً صحيحاً أكانت أوقاتهم ستضيع هَدْراًً بهذه الصورة؟ إنها حركة دائبة، وسعي متواصل، ولكنَّ الفائدة ضئيلة، إن لم تكن معدومةً على الإطلاق.
إذنْ، لا بد أن نعلم أن من الحركة والسعي ما لا يفيد، وأنَّ تدفُّق الإنسان في حياته تَدَفُّق النَّهر الجاري هو الذي يمكن أن يفيد، وهل يكون تدفُّق النهر إلا جميلاً مفيداً؟ الإنسان المتوقف عِبْءٌ على نفسه وعلى أهله وعلى مجتمعه وأمّته، وإنما يفيد ويستفيد من كان في حياته متدفِّقاً كالنهر الجاري.
عمر رضي الله عنه يؤكد أنه يرى الرجل فتعجبه هيئته، ثم يسأل عنه فإذا قيل: هو عاطلٌ عن العمل سقط من عينه، لأن الإنسان العاطل كالماء الآسِن الذي لا يتحرَّك، لا يلبث وقتاً قصيراً حتى يتغيَّر لونه ويصبح مضرَّاً، فيتحول من الفائدة إلى الضرر. تدفَّق كالنهر، تفتح لك الحياة الكريمة أبوابها.
همســــــه:
أُسيِّر في درب الصلاح مواكبي *** إذا طوَّحتْ بالسائرين الكواكبُ
. .. ... ....
لله درك يا أبا أسامه.. ولا فوظ فوك على ما كتبته من كلمات هادفه لعقول بني البشر.. فحفظك الله ورعاك ..
إشـــــــارهـ...:
إذن لنصلح أنفسنا .. حتى يصلح ما حولنا ومن هنا ..كان دلعنا .. دلع الموارد البشرية لتبادل الخبرات و تعلم ما هو جديد عن تطوير الذات..
تـــم بحمـــد الله.. | |
|