عند ما
تجد نفسك تعيش وحدة لامثيل لها
فتهرع إلى رفيق الصبا..رفيق درب الهدى
ما تصبح يوماً فتجد حياتك سوداء مظلمة
لا يوجد حولك من يواسيك في محنتك
تتجمد اللحظات وتتجمد معها أنفاسك
أنت تعلم يقيناً بأنه دائماً في انتظارك
وأنه أحلى ما في حياتك
وأحب إليك من أهلك ومالك
وما العجب
فقد تحاببتم في الله
فتهرول إليه ليرفع عنك كل ما يثقل كاهلك
وتتوسد صدره تبكي حالك
دون خجل فهو نفسك وأقرب إليك من روحك
لكنك تجده تخلى عنك كما تخلت عنك الدنيا بأسرها
أعرض عنك وهو أحب الناس إليك على هذه الأرض الواسعة
فتناشده بالله أن يبقى ليلة واحدة
هو من يضيء حياتك ويرسم البسمة على ثغرك رغم ابتلاءك
فلا يرحم عويل قلبك وأنين دمعك
لا يرحم ضعفك
فيولي مدبراً
غير مكترثاً لعهد الأخوة
فتضيق الدنيا عليك بما رحبت
وتزداد عتمة الليالي
وتبيت هائماً على وجهك تشكو حالك
قسوة لياليك
وغدر إخوانك
فتجد دنياك بغير نهار
وتنظر فترى عينك قد تقرحت من كثرة هطول العبرات
لا
رويدك..!
قف..
وكفاك حزناً..
وندباً وعويلاً
ألم تدرك لم ابتلاك ربك هذا الابتلاء؟
ألم تعي معنى هذه الرسالة الربانية..؟
انه يريدك أن لا تشتكي إلا إليه..
ولا تحب إلا إياه..
ولا تناجي سواه..
ولا تلجأ إلا إليه
ولا تنطرح على باب العباد طالباً العون والعزاء
بل تخر ساجداً طارقاً بابه، باب الرجاء..
هو يريدك أن تعلم أنك مهما اتخذت من الخلان
فهو خير وأبقى وأوفى لك...
هو يريدك أن تتعلم أن لا ملجأ منه إلا إليه..
ولا مفراً إلا إليه..
فهو الوحيد الذي لن يتخلى عنك وإن تخلت عنك الدنيا بأسرها..
هو الوحيد الذي ينتظرك رغم طول هجرانك..
ورغم كثرة ذنوبك..
هو الذي شرك إليه صاعد وخيره إليك نازل..
هو الله
أرحم الراحمين..
جابر المنكسرين..
ناصر المظلومين..
هو
أرحم بك من أمك..
هو القريب..
هو أقرب إليك من حبل الوريد..
فلماذا تطرق باب من لا يضر ولا ينفع..
ولا تطرق باب الكريم...
إياك أن تشكو همك للبشر..
واشتكي إلى الحبيب الذي لن يردك خائبا..
اشتكي لمن يسمع أنينك والناس رقود..
ويرى دموعك والناس عنك غافلين..
ويسمع شكواك ومن حولك لاهين..
ولا تحزن...
فإن الله معك ...لا يملك أبداً....